فاطمة

اشتقت الى رائحة الحناء على يديك عندما أقبلها.. وخاتم الفيروز، وقلادتك.. ورائحة عطرك، والعود بين خصل شعرك يترك أثره خلفك في الصباح عندما تستيقظين باكراً لتعدين إفطاري، فأتقفاه بابتسامة، وتستقبلين خطواتي البطيئة المرصعة بالنوم، بأغنية، بابتسامة..

أفلي إذا؟ تعدين القهوة والفطور والشاي بالحبق وجلستنا بين الجهنميات؟ يا الله.. كم أعشقك، يا ملكة فارس. 

اشتقت إلى روتين صبغة شعرك، تتأهبين له وتشترين مستحضرات لا يعرفها هذا الزمن، لتقضي على الشيب قبل أن يظهر.. كنتِ الجمال، وخلف تجاعيدك بقى الجمال.. اشتقت الى بريق عينيك عندما أشاركك ما أقرأ: قصة مايا أنجيلو، أشعار جلال الدين الرومي… وفي نص قصائده، يغمرك الفخر على الفضول، وتدمع عينيك وتقبليني، “يا حبيبتي انتي، ما شاء الله عليك” فأخجل منك وأكمل: يقول الرومي “لا تحزن، فأي شيء تفقده سيعود إليك في هيئة أخرى”.. كيف أقبلك، مرة أخرى، كيف أقبلك.. كيف أسمعك وأنت تدندنين “حبيبة أمها يا خواتي.. بحبها” عندما أُقبل.. كيف أرى عينيكِ مرة أخرى، ونظراتك عن ألف قصيدة، عندما أرتدي فستان مخملي..

يكذبون.. عندنا يقولون الأموات لا يموتون في القلوب..الأموات يغادرون ويتركون مكانا خاويا في القلب، لا يملؤه شيء.. لا شيء في هذا المكان غير صدى أنين داخلي، وقلب يحترق بالحديث عنك بصيغة الماضي بين الناس، والشفاه أطرافها مبتسمة:

“هكذا الحياة، يموتون ويموت جزء منا معهم.. ونبقى شبه أحياء”

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

Create a website or blog at WordPress.com

Up ↑

%d bloggers like this: